تندد باصابة حلفائها وتتعامى عن جرائم الكيان الصهيوني..أمريكا راعية الإرهاب لا حقوق الإنسان.؟!

أسامة القاضي||

كثيرا ما تدعي الولايات المتحدة الاميركية بأنها راعية حقوق الانسان في العالم، وتفرض ما تسميها العقوبات على هذه الدولة وتلك، على هذا الحزب وذاك، على شخصيات وكيانات وشركات مختلفة، بمختلف الذرائع وعلى رأسها حقوق الانسان.
وفي المقابل فإن الاحداث التي شهدها العالم خلال العقود الاخيرة كثيرة ومتنوعة، حروب وعدوان هنا او هناك، ثورات وقمع وتدخلات في الشؤون الداخلية وقصف وانتهاك للسيادة واجرام وحصار وقرصنة واغتيالات.. الخ. لكن كما اصبح الجميع يعلم ان الولايات المتحدة كانت تتعامل بمعيارين متضادين تماما مع هذه الاحداث، بين تنديد شديد وتدخل مباشر وبين تعامي مخزي.
وهنا نريد ان نسلط الاضواء على كيفية تعامل الولايات المتحدة مع الاحداث الاخيرة التي جرت خلال الاسبوعين الماضيين، وابرزها في غزة والقدس المحتلة، واليوم في سوريا.
قبل نحو اسبوعين وابتداء من ساكن نفذ الكيان الاسرائيلي عملية اغتيال في قطاع غزة للقيادي في سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي تيسير الجعبري، دون ان تقوم الاخيرة بأي استفزاز او استهداف للكيان الاسرائيلي المحتل، ما ادى الى استشهاد الجعبري ومرافقه واستشهاد واصابة عدد من المدنيين الذين كانوا متواجدين في مكان الاغتيال حيث قام طيران الاحتلال بقصف المكان. لكن لم نشهد اي تنديد او اجراء تتخذه الولايات المتحدة ازاء الكيان امام هذا الاعتداء الواضح والاجرامي بحق الفلسطينيين ودون اي مبرر.
بعد ذلك واصلت الماكنة الاجرامية للكيان المحتل قصف مواقع في غزة ما اسفر عن استشهاد وجرح العشرات من المدنيين العزل الابرياء، نصفهم كان من الاطفال بحسب تقارير محلية ودولية، ابرزها مجزرة جباليا التي استشهد فيها اطفال كانوا يلعبون في الشوارع وفقد بعضهم اطرافهم ليعيشوا معاقين طيلة حياتهم، ومن بينهم الطفلة رهف سلمان ذات العشرة أعوام والتي بترت ساقاها ويدها اليمنى بفعل صاروخ اسرائيلي استهدفها وهي تلعب أمام منزلها مع شقيقها ومجموعة من الأطفال. ايضا لم نر رد فعل من قبل الادارة الاميركية رغم فضاعة المشهد.
الشعب الفلسطيني وردا على هذه الجرائم وغيرها من الاعتقالات والاغتيالات، نفذ عددا من العمليات ضد المستوطنين في داخل الكيان المحتل، وليس اخرها عملية القدس التي نفذها شاب فلسطيني فجر يوم امس في القدس المحتلة ما ادى الى اصابة عدد من الاشخاص بجروح وصفت بعضها بالخطرة، ثم تبين لاحقا ان 5 من المصابين في عملية القدس هم مواطنين امريكيين، لتقوم وزارة الخارجية الأمريكية بإدانة هذه العملية التي وصفتها بالارهابية، مشيرة الى ان الولايات المتحدة ستبقى على “تواصل متين مع ممثلي السلطات الإسرائيلية حول هذا الهجوم، ومع أسر المصابين في إطلاق النار”. على الرغم من ان الولايات المتحدة لم تتخذ اي اجراء ضد الكيان الاسرائيلي عندما اطلق جنود اسرائيليون النار على رأس الصحفية شيرين ابو عاقلة، وهي لديها جنسية اميركية، واردوها قتيلة في الحال.
ومساء امس استشهد ثلاثة عسكريين سوريين وأصيب ثلاثة آخرون بجروح جراء عدوان إسرائيلي بالصواريخ من الأجواء اللبنانية استهدف بعض النقاط في محافظتي ريف دمشق وطرطوس، وايضا كان هذا القصف ابتداء من ساكن وليس ردا على استهداف او قصف مماثل من قبل الجانب السوري. والولايات المتحدة، كالعادة، تدير وجهها عن هذه الانتهاكات والعمليات الاجرامية وغير المشروعة.
فأين هي حقوق الانسان التي تدعي الولايات المتحدة انها ترعاها وتدافع عنها؟! وهل ان اصحابها بشر ولهم حقوق وعوائل واحساس ودماء، وان الآخرين ليسوا بشرا وليس لديهم امهات او زوجات او ابناء يبكون حرقة عليهم؟!
نحن نعرف الجواب ولكن يجب ان تتضح الصورة للجميع لكي لا تنطلي عليهم ادعاءات الاعلام الاميركية وحلفائه، وليقف الجميع وقفة واحدة امام هذا الاستهتار بأرواح شعوبنا وممتلكاتهم.

شاهد أيضاً

زيارة السوداني لامريكا والصورة الاحترافية..!

محمد فخري المولى ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *