محاولات إستكبارية لتدمير المجتمعات بإسم(النّسوية)، وإيران تفضحها وتنبه لخطورتها

د.سميرة الموسوي ||

هذه واحدة من البدع الاستكبارية الغربية والامريكية الصهيونية ، وهي خطة بالغة الخبث واللعب على خلايا العقل بما يشبه المنطق ،ولكن بأساليب هوليودية من نوع ( الاكشن) او الدراما او النوع الحديث من افلام الكاوبوي الذي إستبدلوا فيها الحصان بسيارة ( جيمس بوند 007) وهي خليط متجانس من بعض مفاهيم العولمة والحرب الناعمة وحقوق المرأة ،والديمقراطية ،ومغازلة الغرائز البشرية الهابطة ،وتوضع الخلطة في شكل خطط بعيدة ،ومتوسطة وقريبة المدى،ثم يتم نثرها عموما على المجتمعات وخصوصا على المجتمعات المنطلقة الى تجاوز محنة الهيمنة نحو التحرر ،وكذلك المجتمعات التي تؤمن فكرا وسلوكا بضرورة مناهضة أنظمة التسلط والهيمنة والاستغلال ،تلك المجتمعات التي لا تتمكن من الحياة إلا إذا إستولت على مقدرات الشعوب وثرواتها ووضعت الاغلال في رقاب قادتها ، وطليعة نهضتها .
هذه البدعة الاستكبارية البالغة التوحش والخطورة هي مصطلح ( النسوية) ؛ وهي في تعريف ( ويكيبيديا ) : (مجموعة من الحركات الاجتماعية والسياسية والايديولوجية التي تهدف الى تعريف وتأسيس المساواة الاقتصادية والسياسية والشخصية والاجتماعية بين الجنسين ، وتتبنى النسوية موقف أن المجتمعات تعطي الاولوية للذكور وإن النساء يعاملن بشكل غير عادل في هذه المجتمعات ) ،وهذا التعريف هو التعريف المسّوق للناس على أساس كونه طرحا علميا ، ولكنه لا يتطرق الى الجانب العملي الجاري حاليا على أرض الواقع كأجندة ، فلا تذكر أن طرحها العملي هو تهشيم الدول والمجتمعات تمهيدا الى إخضاعها تحت ظل المحورية الاحادية وتنميط المجتمعات بنمط المجتمع الغربي والامريكي اللبرالي ولا سيما نمط مفهوم النسوية في المرحلة الراهنة .
النسوية وبمفهومها الحقيقي الرامي الى إعادة ( صناعة ) المرأة وجعلها سلعة خالية من القيمة الانسانية والاجتماعية ،ولا سيما بعد ان خرجت معايير العلاقات الاسرية عن المألوف الانساني في المجتمعات الغربية والامريكية ،وهذا بإختصار يعني إخراج المرأة والرجل من حدود ديننا الاسلامي ،علما أنهم قد أخرجوا المرأة من حدود دينهم المسيحي ب( وصاياه العشر) .
النسوية الان لا تتضمن (الجندرية) فحسب وإنما هي بمعناها المراد ك ( أجندة ) هي : اللبرالية الغربية بأسوأ ممارساتها ،من المثلية الى ( الدعارة ) الى الاجهاض الى تبنّي المثليين للاطفال مجهولي النسب ،الى العري بل الى وقاحة ( تحرر ) المراة من وضع حدود لرغباتها الجسدية بحيث جعلوا الخيانة الزوجية ليست سوى رغبة جسدية جامحة طارئة يمكن التغاضي عنها .
من المؤكد ان وسائل إنفاذ أجندات النسوية عديدة أهمها وسائل الاعلام كافة والمنظمات المحلية بمعظم أشكالها وكذلك الاقليمية والدولية ، والتهديد ، والانقلابات والتجويع ، والتشويه ،والملاهي الليلية ، وغيرها .
مفاهيم النسوية كلها مصممة ضد مباديء الدين الاسلامي وضد القيم الانسانية ولذلك فإن النسوية تعني تهشيم مباديء الدين في ذهن المسلم ،وبمجرد تحقيق ثغرة في مبدأ فسوف تبدأ الانهيارات .
تحقق الكثير من أهداف النسوية نظريا من خلال الاتفاقيات الدولية ولا سيما إتفاقية سيداو ،ولكن حين لاقت الكثير من المقاومة في التطبيق بدأ الاستكبار العالمي بالالتفاف على المجتمعات من خلال مبدا ( الحجاب ) الاسلامي حيث تم تنظيم خطة خبيثة للنيل من المرأة المحجبة وذلك بجعل لبس الحجاب قضية خلافية وليست قطعية الدلالة، وعليه فإنهم روجوا فكرة مفادها ان لبس الحجاب فرضا إجتماعيا وليس دينيا ، وحين إستمرت الآلة الاعلامية بضخ هذه الفكرة فقد اوجد بيئة لدى المتذبذبين تدعوهم الى مهاجمة المحجبات ،وكذلك جندوا بعض النساء لرفع أصواتهن ضد الحجاب وإنه أحد القيود المفروضة على النساء ، وهذه البيئة وكما مخطط لها تناسلت دعوات أخرى منها النيل من القدوة ومن رجل الدين ومن النظام القائم على مباديء الدين ، ومثل هذا حصل مؤخرا في إيران الاسلامية حيث إندفعت مجاميع من النساء وبعض الرجال وهم يعومون في بيئة النسوية ، فأحدثوا فوضى وقلاقل في بعض مناطق إيران ، وكان المخطط لها أن تمتد وتتسع بدعم أستكباري ، وبدعم من بعض دول الجوار وبتدخلات لها وزنها ، ولكن وعي القيادة الايرانية وفي مقدمتها السيد علي الخامنئي أفشل المخطط ولا سيما في هذه الظروف العصيبة ، وقد أكدت هذه الاحداث المفهوم الواقعي للنسوية وبأخبث أساليبها وأدناها ، ومن المؤكد أن التعجيل بإشعال هذه الفتنة له أسباب عديدة وفي مقدمتها الخطة التربوية الحكيمة لبناء المجتمع الرصين التي تنفذها إيران ،وقد ظهرت بعض جوانب هذه الخطة من خلال البداية المعلنة لتربية الجيل الواعي المتماسك ، التي ظهرت في وسائل الاعلام وهي نشيد ( سلام للقائد ) ؛ ( سلام فرماندة ) والقائد هو الامام الحجة عليه السلام والذي يؤصل الامل في إنقراض الظلم وإحلال العدل على يديه في عقول الناس .
الحقيقة أن النسوية تكمن خطورتها ليست فقط في حدود مجتمع الدولة الواحدة وإنما تمتد خطورتها الى إيجاد الانسان معدوم المسؤولية الانسانية ومشبع بالانانية والنرجسية من حيث كونه غير معني بسياسة حكومة وطنه الخارجية ومهما إستعمرت او إستغلت او هيمنت أو نهبت الشعوب الاخرى فالمهم عند الشعوب ( النسوية ) هو ما تحققه لها حكوماتها وبأي آلة قتل .
إن إيران الاسلامية وعت وبقوة كيف تخوض الحرب الناعمة الموجهة ضدها وقد تجلى ذلك الوعي بإهتمام القيادة الايرانية وفي مقدمتها السيد علي الخامنئي حيث قام ببلورة جهاد سماه جهاد التبيين وجعله فرضا يجب ممارسته ضد التحريف والتزييف ، وقد صدر في هذ الشهر كتاب يتضمن مفهوم جهاد التبيين في فكر السيد الخامنئي ، ( ومن جانبنا فقد قمنا بإصدار كتاب في شهر آيار ووزعناه مجانا وعنوانه ( جهاد التبيين والحرب الناعمة في سيرة الائمة الاطهار عليهم السلام _ سميرة الموسوي _ ) .
ينبغي لكل الدول ولا سيما العراق الانتباه الى أجندة النسوية التي تنساب في أدق مفاصل المجتمع العراقي ، وينبغي للمسؤولين العمل على إعداد خطط ناجعة لمواجهة آفة النسوية .
… هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنّا كنّا نستنسخ ما كنتم تعملون .

المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة

بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني

article@ghadeertv.netal

شاهد أيضاً

الأندية الرياضية..رؤية عربية..!

حسين الذكر ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *